المقدمة
****
الْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ، خَلَقَنَا
لعبادته، وأَمَرَنَا بتوحيده وطاعته، وهو غنيٌ عنَّا ونحن المحتاجون...﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ
إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ
٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾[الذّاريَات: 56-58].
أرسل رسُله داعيةٍ إلى التَّوْحِيْد وإخلاص الدين﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ
أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾[الأنبيَاء: 25].
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلا اللَّه وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ له ولو كَرِه المشْرِكُون، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُه إلى النَّاس أجمعين، صلَّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه الذين هاجروا
وجاهدوا وصبروا، والذين آووْا ونصروا، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أمَّا بَعْدُ:
فلمَّا كان توضيح العقيدة الصحيحة، والدعوة إليها هو أهم الأمور، وآكد الواجبات، لأنَّها الأساس الذي تنبني عليه صِحَّة الأعمال وقبولها، كان اهتمام الرُسُل صلوات اللَّه وسلامه عليهم واهتمام أتْبَاعهم بإصلاح العقيدة أوَّلاً عمَّا يناقضها أو ينقصها، وكان نصيب هذا الجانب مِنْ سور القرآن وآياته النصيب الأوفر، وكان نصيبه مِنْ دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم واهتمامه النصيب الأكبر، فقد مكث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التَّوْحِيْد وإخلاص العقيدة، ولما فتح اللَّه عليه مكة، كان أول ما بدأ به هَدْم الأصنام والقضاء عليها والأمر بإخلاص العبادة للَّه وحده لا شريك له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد