وقد أَوْلَى علماء هذه الأمة، هذا الجانب قدرًا كبيرًا
مِنْ جهودهم وجهادهم وتعليمهم وتأليفهم، حتى شغلت كتب العقيدة حيِّزًا كبيرًا مِنْ
المكتبة الإسلامية، وصار لها الصدارة بين محتوياتها.
وقد أحببت أَنْ أُسْهِم بجهدي القليل في هذا العمل
الجليل، فكتبت هذه الكلمات التي أقدِّمها للقارئ، وهي لم تأت بشيء جديد، وإِنَمَّا
هي تقريبٌ لبعض المعلومات، وقد يكون فيها ربطٌ لواقع الناس اليوم وممارساتهم بتلك
المعلومات، حتى يتَّضح حكمها، ويتبيَّن خطأ أصحاب تلك الممارسات لعلهم يرجعون،
ونصيحة لغيرهم لعلهم يحذرون.
وقد اقتبست هذه الكلمات مِنْ كتب أئمة الدين وعلماء
المسلمين، ككتب: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه، ابن القيم، وتلميذه، الحافظ ابن
كثير، ومِنْ كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه أئمة الدعوة الإصلاحية،
خصوصًا كتاب «فتح المجيد».
ولا أدّعي أنني أتيت بجديد، وإنَّما أرجو أَنْ أكون
قرَّبْت بعض المعلومات وربطتها بواقع الناس كلما سَنَحَتْ فرصةٌ وعرضت مناسبة.
وأصل هذا الكتاب كان حلقات أُذِيعت مِنْ إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية، وما كان في نيتي أَنْ تخرج في كتاب لولا تقدير اللَّه سبحانه، ثُمَّ إنَّ بعض الإخوة الكرام اقترح عليَّ جمعها وتنسيقها وإخراجها في كتاب ليبقى نفعها إنْ شاء اللَّه، وأرجو أَنْ يكون في ذلك الخير، وأنْ تكون إسهامًا - ولو ضئيلاً- في مجال الدعوة إلى اللَّه سبحانه، في وقت جهلت فيه طريقة الدعوة الصحيحة، وصار كثير مِنْ الدعاة يهتمون بجوانب ضئيلة لا تُسمن ولا تُغْني مِنْ جوعٍ بدون العقيدة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد