ويتركون جانب العقيدة، وهم
يرون النَّاس متورِّطين في الشرك الأكبر حول الأضرِحة والمزارات، ومتورطين في
البدع والخرافات، ويرون دعاة الضلال قد استحوذوا على كثير مِنْ الجهلة والعوام،
وساقوهم إلى مواقع الهلاك والضلال، واتخذوهم عبيدًا لهم يتصرفون بعقولهم وأموالهم
ويترأسون عليهم بالباطل وباسم العِلْم والولاية.
إنَّ كثيرًا مِنْ الدعاة اليوم - مع الأسف- لا يهتمُّون
بجانب العقيدة وإصلاحها، بل ربما يقول بعضهم: اتركوا النَّاس على عقائدهم، ولا
تتعرضوا لها، اجمعوا ولا تفرقوا، لنجتمع على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضُنا بعضًا
فيما اختلفنا فيه... أو نحوًا مِنْ هذه العبارات التي تخالف قول اللَّه تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النِّسَاء: 59].
إنَّه لا اجتماع ولا قوة إلا بالرجوع إلى كتاب اللَّه
وسنّة رسوله وترك ما خالفهما، ولا سيما في مسائل العقيدة التي هي الأساس، قال
تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عِمرَان: 103]
، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، واللَّه الموفق والهادي إلى سواء
السبيل، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المؤلف
***
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد