والسعادة في الدنيا
والآخرة، وإِنْ كانت هذه العقيدة مخالفة لما أرسل اللَّه به رسله وأنزل به كتبه،
فهي عقيدة توجب لأصحابها العذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
والعقيدة السليمة الصحيحة تعصم الدَّم والمال في الدنيا،
وتحرم الاعتداء عليهما وانتهاكهما بغير حق، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه، فَإِذَا قالوها، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ
وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّها»([1]). وقال صلى الله
عليه وسلم : «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّه، حَرُمَ مَالُهُ
وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عز وجل » ([2]).
وهي أيضًا تنجي مِنْ عذاب اللَّه يوم القيامة، فقد روى
مسلم عن جابر رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ»
([3]).
وفي «الصحيحين»
مِنْ حديث عِتْبَانِ بْن مَالِكٍ رضي الله عنه : « فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» ([4]).
والعقيدة الصحيحة السليمة يُكَفِّر اللَّه بها الخطايا، فقد روى الترمذي وحسّنه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَْرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» ([5]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (21).