فإِنَّه: إِمَّا أَنْ يَكُون طالبًا للحق مُؤْثِرًا لهُ
على غيره إذا عَرَفَهُ، فهذا يُدْعى بالحكمة ولا يحتاج إلى مَوْعِظَةٍ وجدال.
وَإِمَّا أَنْ يكون مُشتغلا بضد الحقَّ، لكن لَوْ عَرَفَهُ، آثره واتَّبَعَهُ،
فهذا يحتاج إلى الموعظة بالترغيب والترهيب. وإمَّا أَنَّ يكُون مُعاندا مُعارضا،
فهذا يُجادل بالتي هي أحسن، فإنْ رجع، وإلا، انتقل معهُ إلى غيرِ الجدال إِنْ
أمْكَنَ..». انتهى كلام ابن القيم.
وبهذا تَبَيَّن منهج الدعوة وما ينبغي فيها، وتبين خطأ
ما تنتهجه بعض الجماعات المنتمية إلى الدعوة، وهي تخالف المنهاج السليم الذي بيَّنَه
اللَّه ورسوله صلى الله عليه وسلم .
****
الصفحة 5 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد