×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 والعبادة هي الغاية المحبوبة للَّه والمرضية له، وهي التي خلق الخلق مِنْ أجلها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذّاريَات: 56] ، وبها أرْسَل جميع الرسل، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النّحل: 36].

والعبادة لها أنواع كثيرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الحيوان والأيتام والمساكين وابن السبيل والمملوك مِنْ الآدميين والبهائم، والدعاء، والذِّكر، والقرآن، كل ذلك مِنْ العبادة، وكذلك حُبُّ اللَّه وحُبُّ رسوله، وخشية اللَّه والإنابة إليه، كل ذلك مِنْ العبادة، وكذلك الذَّبحُ والنَّذرُ والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة.

فيجب صرف العبادة بجميع أنواعها للَّه وحده لا شريك له، فمَن صَرَفَ منها شَيْئًا لغير اللَّه، كمَنْ دعا غير اللَّه، أو ذبح أو نَذَرَ لغير اللَّه، أو استعان أو استغاث بِميِّت أو غائب أو بحي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا اللَّه، فقد أشرك الشرك الأكبر، وأذنب الذنب الذي لا يُغْفَر إلا بالتوبة، سواء صرف هذا النوع مِنْ العبادة لصنمٍ أو لشجرٍ أو لحجر أو لنبي مِنْ الأنبياء أو ولي مِنْ الأولياء حي أو ميت، كما يفعل اليوم عند الأضرحة المبنية على القبور، فإِنَّ اللَّه لا يرضى أَنْ يشرك معه في عبادته أحد، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا غيرهم: قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ [النِّسَاء: 48] ، وقال تعالى: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجنّ: 18] ، وقال تعالى:  ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ [النِّسَاء: 36].


الشرح