ومع الأسف الشديد، فقد اتُخذت القبور اليوم في بعض
البلاد أوثانا تُعْبَد مِنْ دون اللَّه ممَنْ يَدَّعُون الإسلام... وقد يدعو أحدهم
غير اللَّه في أي مكان، ولو لم يكن عند قبر، كمَن يقول: يا رسول اللَّه، عند قيامه
أو مفاجأته بشيء غريب،، أو يقول: المدد يا رسول اللَّه، أو: يا فلان... وإذا
نُهُوا عن ذلك، قالوا: نحن نعلم أَنَّ هؤلاء ليس لهم مِنْ الأمر شيء، ولكن هؤلاء
أناس صالحون، لهم جاة عند اللَّه، ونحن نطلب بجاههم وشفاعتهم،، ونسي هؤلاء أو
تناسوا - وهم يقرءون القرآن- أَنَّ هذا بعينه قول المشركين، كما ذكره اللَّه في
القرآن في قوله تعالى:﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾[يُونس: 18]، وقوله تعالى: ﴿أَلَا
لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ
مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ
يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي
مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾[الزُّمَر: 3]، فسماهم كفارًا كذبة، وهم يعتقدون أَنَّ
هؤلاء الأولياء مجرد وسائط بينهم وبين اللَّه في قضاء حوائجهم، وهذا ما يقوله
عُبَّاد القبور اليوم ﴿تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ﴾[البَقَرَة: 118].
فالواجب على علماء الإسلام أَنْ ينكروا هذا الشَّرك الشنيع ويبينوه للناس، والواجب على حُكَّام المسلمين هدم هذه الأوثان وتطهير المساجد منها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد