×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 لم يكن مُوحِّدًا، حتى يشهد أنَّ لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدهُ، فَيقُرّ بأَنَّ اللَّه وحده هو الإله المستحق للعبادة، ويلتزم بعبادة اللَّه وحده لا شريك له.

والإلَهُ هو: المَأْلُوهُ الذي يستحِقُّ العبادة، وليس الإلهُ بَمَعْنى القادرُ على الاختراع، فإذا فُسَّر الإلهُ بمعنى القادرُ على الاختراع، واعتقد أَنَّ هذا المعنى هُو أَخَصُّ وَصْفِ الإله، وجَعَل إِثْباتَ هذا هُو الغايةُ في التَّوْحِيْد، كما يفعل ذلك مَن يفعلهُ مِنْ مُتَكَلِّمة الصّفَاتِيَّةِ، وَهُو الذي يقولونه عن أبي الحسن وأتباعه، لم يعرفوا حقيقة التَّوْحِيْد الذي بعث اللَّه به رَسُوله صلى الله عليه وسلم ، فإنَّ مُشْرِكي العرب كانوا مُقِرِّين بأنَّ اللَّه وحده خالق كُلِّ شيءٍ، وكانوا مع هذا مُشركين. قال تعالى:  ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ [يُوسُف: 106]، قال طائفةٌ مِنْ السلف: تَسألهُم مِنْ خلق السماوات والأرض؟ فيقُولون: اللَّه، وهُم مع هذا يعبدُون غيرهُ.

قال تعالى: ﴿قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨٤ سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٨٥قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ٨٦ سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧[المؤمنون: 84-87]. فليس كُلُّ مَنْ أقرَّ بأنَّ اللَّه تعالى رَبَّ كُلِّ شيءٍ وخالقه يكون عَابدًا له دون ما سواه، دَاعيًا له دون ما سواه، يوالي فيه ويعادي فيه ويطيع رسله. وعامَّةُ المُشْرِكِيْن أقرُّوا بأنَّ اللَّه خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ، وأثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به، وجعلوا له أندادًا...».

إلى أَنْ قال رحمه الله : «ولهذا كان مِنْ أتْبَاع هؤلاء مَنْ يسجد للشَّمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسك لها ويتقرَّب إليها، ثُمَّ يقول: إنَّ هذا ليس بشركٍ، إِنَمَّا الشِّرْك إذا اعتقدت أنَّها المدبرة لي، فإذا جعلتها سببًا وواسطة، لم أكن مشركًا، ومِنْ المعلوم بالاضطرار مِنْ دين الإسلام أَنَّ هذا شركٌ». انتهى كلامه.


الشرح