×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 ثم يُؤْمَر أنْ يَنْفِخ في كل واحدة منها الروح، وأنَّى له ذلك، و ﴿ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي [الإسرَاء: 85] ، وإِنَمَّا هذا تعذيب له وتعجيز له، لأنَّه يكلف ما لا يطيق، فيكون معذبا دائما. فالحديث يدل على طول تعذيبه وإظهار عجزه عما كان يتعاطاه في دنياه مِنْ مضاهاة خلق اللَّه.

5- عن أبي الهياج، قال: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1]).

ففي هذا الحديث الأمر بطمس الصور، وهو تغييرها عن هيئتها، حتى لا تبقى على حالها المشابهة لخلق اللَّه، وفيه الأمر بهدم المباني المقامة على القبور مِنْ قباب ومساجد وغيرها مِنْ مظاهر الوثنية.

ففي هذا الحديث الأمر بالقضاء على وسيلتين مِنْ أكبر وسائل الشرك وذرائعه المفضية إليه، هما التصوير والبناء على القبور، وهذا وأمثاله مِنْ أكبر مصالح الدين وحماية عقيدة المسلمين. وقد كثر في زماننا هذا التصوير واستعماله ونصب الصور بتعليقها والاحتفاظ بالصور التذكارية وكثر أيضًا في هذا الزمان البناء على القبور، حتى صار ذلك أمرا مألوفًا، وذلك بسبب غربة الدين، وخفاء السنن، وظهور البدع، وسكوت كثير مِنْ العلماء، واستسلامهم للأمر الواقع، حتى أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا في غالب البلدان، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (969)