×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

قال الإمام النووي رحمه الله على هذا الحديث: «قيل: هذا محمول على صانع الصورة لتعبد، وهو صانع الأصنام ونحوها، فهذا كافر، وهو أشد الناس عذابًا. وقيل: هو فيمَنْ قصد هذا المعنى الذي في الحديث مِنْ مضاهاته خلقه، واعتقد ذلك، فهذا كافر أيضًا، وله مِنْ شدة العذاب ما للكافر، ويزيد عذابه بزيادة كفره. فأما مَنْ لم يقصد بها العبادة ولا المضاهاة، فهو فاسق صاحب ذنب كبير لا يكفَّر».

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : «وإذا كان هذا فيمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عَلَى مَثَال مَا خَلَقَهُ اللَّه مِنْ الحيوان، فكيف بمَنْ سَوَّى المخلوق بِرَبِّ العَالمين، وَصَرَف له شَيْئًا مِنْ العِبَادة».

3- وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْس يعَذِّبُ فِي جَهَنَّمَ» ([1]).

ومعناه: أنَّه في يوم القيامة تحضر جميع الصور التي صورها في الدنيا، ويجعل في كل واحدة منه نفس يعذب بها في جهنم، قلت الصور أم كثرت، فيقاسي عذابها، بحيث يكون مِنْ كل صورة شخص يعذب به في جهنم.

4- وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عن ابن عباس أيضًا: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ» ([2]).

وهذا نوع آخر مِنْ العذاب للمصوِّر، ومعناه واضح، وهو أَنَّ المصور تحضر أمامه جميع الصور التي صورها في الدنيا،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7042)، ومسلم رقم (2110).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5963)، ومسلم رقم (2110).