وهذا أيضًا هو الخوف المذكور في الحديث: عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قَالَ: عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ»،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ
مَقَالٌ، ثُمَّ لاَ يَقُولُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:
مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ،
فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى» ([1]).
الثالث: مِنْ أنواع الخوف: الخوف الطبيعي، وهو الخوف
مِنْ عدو أو سبع أو غير ذلك، فهذا ليس بمذموم، كما قال تعالى في قصة موسى عليه
السلام : ﴿فَخَرَجَ
مِنۡهَا خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُۖ﴾ [القَصَص: 21]
أما النوع الأول الذي هو خوف السِرَّ، فهو مِنْ أعظم
أنواع العبادة، فيجب إخلاصه للَّه عز وجل . وكذلك النوع الثاني، فهو مِنْ حقوق
العبادة ومكمِّلاتها.
ومعنى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ﴾ [آل عِمرَان: 175]
: أَنْ يخوفكم بأوليائه. ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ﴾ [آل عِمرَان: 175] : نهي مِنْ اللَّه للمؤمنين أَنْ
يخافوا غيره، وأمر لهم أَنْ يقصروا خوفهم عليه، فإذا أخلصوا الخوف وجميع أنواع
العبادة، أعطاهم ما يريدون وأمنَّهم مما يخافون.
قال تعالى: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ﴾ [الزُّمَر: 36] .
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4008)، وأحمد رقم (11255).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد