فهذا يقع كثيرًا، ويحصل في
العاقبة، فإِنَّ العاقبة للتقوى، ولا تحصل ابتداءً عند أهوائهم». انتهى كلامه رحمه
الله .
ومِنْ هذا الحديث برواياته يتبين أَنَّ الإنسان إذا كان
يطلب بعمله إرضاء اللَّه بما يُسْخِط الناس، حصل على مصلحتين عظيمتين: رضي اللَّه
تعالى ورضى الناس، ومنْ كان بالعكس يطلب بعمله إرضاء الناس بما يسخط اللَّه عز وجل
، حصل له مضرتان: سَخَطُ اللَّه وسَخَطُ الناس، فدل على أَنَّ إرضاء اللَّه تعالى
يجمع الخير كلَّه، وأَنَّ إرضاء الناس بما يُسخط اللَّه يجمع الشر كله. نسأل
اللَّه العافية والسلامة.
هذا ويجب أَنْ نعلم أنَّ الخوف مِنْ اللَّه سبحانه يجب
أَنْ يكون مقرونًا بالرجاء والمحبَّة، بحيث لا يكون خوفًا باعثًا على القنوط مِنْ
رحمة اللَّه، فالمؤمن يسير إلى اللَّه بين الخوف والرجاء، بحيث لا يذهب مع الخوف
فقط حتى يقنط مِنْ رحمة اللَّه، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن مِنْ مكر اللَّه،
لأنَّ القنوط مِنْ رحمة اللَّه والأمن مِنْ مَكْرِه ينافيان التَّوْحِيْد: قال
تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ
مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأعرَاف: 99] ،
وقال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يُوسُف: 87] ، وقال: ﴿وَمَن
يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحِجر: 56]
قال إسماعيل بن رافع: «مِنْ الأمن مِنْ مكر اللَّه إقامة العبد على الذنب يتمنى على اللَّه
المغفرة».
وقال العلماء: القُنوط: استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن مِنْ مكر اللَّه، وكلاهما ذنب عظيم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد