وقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ
وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا
خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ
أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾ [البَقَرَة: 85] .
وكما قلنا قريبًا إنَّه يجب تحكيم الشريعة عقيدةً ودينَا
يُدان اللَّه به لا مِنْ أجل طلب العدالة فقط.
هذا ولابد للعبد مِنْ قبول حكم اللَّه، سواء كان له أم
عليه، وسواء وافق هواه أم لا: قال تعالى: ﴿فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ
لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمٗا﴾ [النِّسَاء: 65] ، وقال تعالى: ﴿وَمَا
كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ﴾ [الأحزَاب: 36] ، وقال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ
لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ
هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القَصَص: 50] .
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما : أَنَّ رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنْ
أَحَدكُمْ حَتَّى يَكُون هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْت بِهِ» ([1]).
قال ابن رجب رحمه الله : «معنى الحديث: أَنَّ الإنسان لا يكون مؤمنًا كاملاً الإيمان الواجب حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مِنْ الأوامر والنواهي وغيرها، فيحب ما أمر به، ويكره ما نهى عنه، وقد ورد القرآن بمثل هذا المعنى في غير موضع، وذم سبحانه مِنْ كره ما أحبه اللَّه أو أحب ما كرهه اللَّه، كما قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ﴾ [محَمَّد: 28] ».
([1]) أخرجه: ابن أبي عاصم في السنة رقم (15).
الصفحة 9 / 367