×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 فيجب على مِنْ وجد شَيْئًا مِنْ ذلك في نفسه أَنْ يجاهدها على دفعه، ويستعين باللَّه، ويتوكل عليه، ويمضي في شأنه، ويقول: اللَّهُمَّ، لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك.

والتَّطُّير داءٌ قديم ذَكَرَهُ اللَّه عن الأمم الكافرة، وأنَّهم كانوا يتطيرون بخير الخلق، وهم الأنبياء وأتباعهم المؤمنين:

كما ذكر اللَّه عن فرعون وقومه أنَّهم إذا أصابتهم سيئة: ﴿يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ [الأعرَاف: 131].

وكما ذكر عن قوم صالح أنَّهم قالوا له: ﴿ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ [النَّمل: 47].

وكما ذكر اللَّه عن أصحاب القرية أنَّهم قالوا لرسل اللَّه: ﴿إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ [يس: 18].

وكما ذكر اللَّه عن المشركين أنَّهم تَطيَّروا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ [النِّسَاء: 78] .

وهكذا، دين المشركين واحد، حيث انتكست قلوبهم وعقولهم، فاعتقدوا الشَّر بمَنْ هو مصدر الخير، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما ذلك إلا لِتَمكُّن الضلالة في نفوسهم وانتكاس فِطَرِهِم، وإلا، فالخير والشر كلاهما بقضاء اللَّه وقدره، ويجريان حسب حكمته وعلمه تفضُّلاً، فالخير تَفَضُّلٌ منه وجزاء على فعل الطاعة، والشَّرُّ عَدْلٌ منه وجزاء وعقوبة على فعل المعصية.

قال تعالى : ﴿مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ [النِّسَاء: 79].


الشرح