قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ﴾ [البَقَرَة: 157] ،
وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات، فمَن قام بالصبر الواجب، حصل لهُ ذلك. انتهى.
ومِنْ الحكم الإلهية في إجراء
المصائب ابتلاء العباد عند وقوعها، مِنْ يصبر ويرضى، ومِنْ يجزع ويسخط، كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم : قَالَ «إِنَّ عِظَمَ
الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا
ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ، فَلَهُ السَّخَطُ» ([1]).
والرِّضى: هو أَنْ يُسلّم العبدُ أمره
إلى اللَّه ويحسن الظَنَّ به ويرغب في ثوابه.
والسَّخَطُ: هو الكراهية للشيء، وعدم
الرضى به، أيْ: مِنْ سخط على اللَّه فيما دَبَّرَه، فَلَهُ السَّخَطُ مِنْ اللَّه.
وفي هذا الحديث أَنَّ الجزاء مِنْ جنس العمل، وفيه إثبات
الرضى مِنْ اللَّه - سبحانه- على ما يليق به كسائر صفاته، وفيه بيان الحكمة في
إجراء المصائب على العباد، وفيه إثبات القضاء والقدر، وأَنْ المصائب تجري بقضاء
اللَّه وقدره، وفيه مشروعيَّة الصبر على المصائب والرجوع إلى اللَّه والاعتماد
عليه وحده في كُلِّ مُلِمَّةٍ وَدَفْعِ كُلِّ مكروه.
وقد أمر اللَّه بالاستعانة بالصبر والصلاة على ما يواجه الإنسان في هذه الحياة مِنْ متاعب مشاق، لأَنَّ مِنْ وراء ذلك الخير والعاقبة الحميدة، وأخبر أنَّه مع الصابرين بنصره وتأييده، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البَقَرَة: 153] ، مما يدل على أهمية الصبر وحاجة المؤمن إليه، وهو مِنْ مقومات العقيدة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031).
الصفحة 5 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد