ومثله التعصب إلى المذاهب
والطوائف والمشايخ وتفضيل بعضهم على بعض، يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي، فكل
هذا مِنْ دعوى الجاهلية..». انتهى.
واللَّه سبحانه يُجري المصائب على عباده لحكم عظيمة،
منها أنَّه يُكَفَّر بها خطاياهم، كما في حديث أنس رضي الله عنه ، أَنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ، عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ
اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ، أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «المصائب نعمة لأنَّها مكفرات للذنوب، وتدعو إلى الصبر فيثاب عليها، وتقتضي الإنابة إلى اللَّه والذل له والإعراض عن الخلق... إلى غير ذلك مِنْ المصالح العظيمة، فنفس البلاء يكفر اللَّه به الذنوب والخطايا، وهذا مِنْ أعظم النعم، فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق، إلا أَنْ يدخل صاحبها في معاصي أعظم مما كان قبل ذلك، فيكون شرًّا عليه مِنْ جهة ما أصابه في دينه، فإِنَّ مِنْ الناس مِنْ إذا ابتلي بفقر أو مرض أو وجع، حصل له مِنْ النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له الضرر في دينه، فهذا كانت العافية خيرًا له مِنْ جهة ما أورثته المصيبة، لا مِنْ جهة نفس المصيبة، كما أَنَّ مَن أوجبت له المصيبة صبرا وطاعة، كانت في حقه نعمة دينية، فهي بكونها فعل الرَّب عز وجل رحمة للخلق، واللَّه تعالى محمود عليها، فمَن ابتلي فرزق الصبر، كان الصبر عليه نعمة في دينه، وحصل له بعد ما كفر مِنْ خطاياه رحمة، وحصل له ثناء ربه عليه،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2396).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد