المؤمن بحاجة إلى الصبر أمام مواجهته المصائب التي تجري
عليه، بأَنْ يعلم أنَّها مِنْ عند اللَّه، فيرضى، ويسلِّم، ويحبس نفسه عن الجزع
والتسخط الذي قد يَظْهرُ على اللسان والجوارح.
وهذا مِنْ صميم العقيدة، لأنَّ الإيمان بالقدر هو أحد
أركان الإيمان السِتَّة، وثمرته الصبر: على المصائب، فمَن لم يصبر على المصائب،
فهذا دليل على فقدان هذا الركن أو ضعفه لديه، ومِنْ ثَمَّ سيقف أمام المصائب، موقف
الجزع والتسخط، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ هَذَا كُفْرٌ يُخِلُّ
بالعقيدة الإسلامية:
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رَسُول
اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «اثْنَتَانِ
فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى
الْمَيِّتِ» ([1])
فهاتان الخصلتان مِنْ خصال الكفر، لأنَّهما مِنْ أعمال
الجاهلية، ولكن ليس مَن قام به شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ الكفر يصير كافرا الكفر
المطلق، وفرق بين الكُفر المُعَرَّفِ باللام - كما في قوله صلى الله عليه وسلم : «لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ
أو الشرك إِلاَّ تَرْكُ الصَّلاَةِ»- وبين كُفْرٍ مُنَكَّرَاً كما في هذا
الحديث.
وفي «الصحيحين»:
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ
وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ» ([2]).
وقوله في الحديث: «وَدَعَا بِدَعْوىَ الجَاهِلِيّةِ»: قال ابن القيم: «الدُّعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (67).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد