قَالَ: «مَا
أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، فَمَا لَكَ مِنْ الْوُلْدِ؟»، قَالَ: لِي شُرَيْحٌ،
وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُاللَّه، قَالَ: «فَمَنْ
أَكْبَرُهُمْ؟» قَلت: شُرَيْحٌ، قَالَ: «فَأَنْتَ
أَبُو شُرَيْحٍ» ([1]).
فَغيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كنيته مِنْ أجل احترام
أسماء اللَّه، لأَنَّ اللَّه هو الحَكَمُ على الإطلاق، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا
مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ﴾ [الرّعد: 41] ، وهو الحكم في الدنيا والآخرة، يحكم في
الدنيا بين خلقه بوحيه الذي أنزله على أَنَّبيائه، ويحكُم بينهم يوم القيامة بعلمه
فيما اختلفوا فيه، وينصف المظلوم مِنْ الظالم.
وفي هذا الحديث دليل على المنع مِنْ التسمي بأسماء اللَّه
تعالى المختصة به، والمنع مما يوهم عدم الاحترام لها، كالتكنِّي بأبي الحكم ونحوه.
ومِنْ احترام أسماء اللَّه أَنْ لا يقول الإنسان
لمملوكه: عبدي وأمتي، لما في لك مِنْ إيهام المشاركة في الربوبية.
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه : أَنَّ رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ
يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ
سَيِّدِي مَوْلاَيَ وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ
وَفَتَاتِي وَغُلاَمِي» ([2]). فنهى رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم عن هذه الألفاظ «رَبَّكَ»،
«عَبْدِي» «أَمَتِي»، لأنَّها توهم التشريك مع اللَّه، وسدًا للذريعة، وحسمًا
لمادة الشرك، وأرشد المالك أَنْ يقول: فتاي وفتاتي، والعبد أَنْ يقول: سيدي
ومولاي.
ومِنْ احترام أسماء اللَّه سبحانه أَنْ لا يُرَد مَن سأل باللَّه.
([1]) أخرجه: البخاري (1/ 72) تعليقا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد