×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّه، فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّه، فَأَعْطُوهُ» ([1]).

لأَنَّ مَنْعَ مَن سأل باللَّه يدل على عدم إجلال اللَّه، وفي إعطائه دليل على تعظيم اللَّه والتقرب إليه سبحانه. ومِنْ احترام أسماء اللَّه تعالى أنَّه لا يسأل بوجه اللَّه تعالى إلا الجنة، إجلالا له وإكرامًا له وتعظيمًا له. عَنْ جَابِر رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلاَّ الْجَنَّةُ» ([2]). فلا يُسأل بوجه اللَّه تعالى ما هو حقير مِنْ حوائج الدنيا، وإِنَمَّا يسأل به ما هو غاية المطالب، وهو الجنة، أو ما هو وسيلة إلى الجنة مما يقرب إليها مِنْ قول أو عمل.

ومِنْ احترام أسماء اللَّه أَنْ لا يُكْثِر الحلف بها، قال اللَّه تعالى: ﴿وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ [المَائدة: 89].

قال ابن عباس: «يُرِيْدُ: لاَ تَحْلِفُوا. لَأَنَّ كَثْرَةَ الحَلِفِ تَدُلُّ عَلَى الاسْتِخْفَافِ باللَّه وَعَدَمِ التَّعْظِيمِ لهُ، وَذَلِكَ مَمَا يُنَافيِ كَمَالَ التَّوْحِيْد الَواجِبِ».

وعن سلمان رضي الله عنه : أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ولهم عَذَابٍ أَلِيمٍ: أشيمط زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجلٌ جَعَلَ اللَّه بِضَاعِته لا يَشْتَري إلاَّ بِيَمِيِنِه وَلا يَبْيْع إِلاَّ بِيَمِيِنِه» ([3]).

ومعنى «جَعَل َاللَّه بِضَاعَته»، أي: جعل الحلف باللَّه بضاعته، ففيه شدة الوعيد على كثرة الحلف، لأَنَّ ذلك يدل على الاستخفاف بحق اللَّه تعالى وعدم احترام أسمائه.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1672)، والنسائي رقم (2567)، وأحمد رقم (5365).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1671)، والبيهقي في الشعب رقم (3259).

([3])  أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (6111)، والبيهقي في الشعب رقم (4511).