وأعظمهم جبريلٌ عليه
السلام ، وهو أمين الوحي، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ
لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ
لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥﴾ [الشُّعَرَاء: 192-195] ، وقال تعالى: ﴿قُلۡ
نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ﴾ [ [النّحل: 102].
وقد أعطى اللَّه الملائكة قدرة على التشكل بأشكال
مختلفة، فقد جاءوا إلى إبراهيم ولوط عليهما السلام بصورة أضياف، وكان جبريل يأتي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة: تارة يأتي في صورة دحية الكلبي،
وتارة في صورة أعرابي، وتارة في صورته التي خلق عليها، وقد وقع منه هذا مرتين ([1]) وذلك لأَنَّ البشر
لا يستطيعون أَنْ يروا الملك في صورته، ولما اقترح المشركون أَنْ يرسل اللَّه
إليهم ملكًا، قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ
لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٞۖ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكٗا لَّقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ
ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ٨وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ مَلَكٗا لَّجَعَلۡنَٰهُ رَجُلٗا وَلَلَبَسۡنَا
عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ ٩﴾ [الأنعَام: 8-9] ، أي: لو بعثنا إلى البشر رسولاً
ملكيًّا، لكان على هيئة الرجل، ليمكنهم مخاطبته والانتفاع بالأخذ عنه، لأَنَّ كل
جنس يأنس بجنسه، وينفر مِنْ غير جنسه.
هذا، وباللَّه التوفيق.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4855)، ومسلم رقم (177).
الصفحة 5 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد