×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

بقبض الأرواح، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ [الأنعَام: 61] ، وقال تعالى: ﴿۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ [السَّجدَة: 11] ، فملك الموت له أعوان مِنْ الملائكة، يستخرجون روح العبد مِنْ جسمه حتى تبلغ الحلقوم، فيتناولها ملك الموت.

والمقصود أَنَّ اللَّه وَكَّلَ بالعالم العُلْوِي والسُّفلي ملائكةً تدبِّر شئونهما بإذنه وأمره ومشيئته سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى: ﴿لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ [الأنبيَاء: 27]  ، وقوله: ﴿لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التّحْريم: 6].

فلهذا يضيف -سبحانه- التدبير إلى الملائكة تارة لكونهم المباشرين له، كقوله تعالى: ﴿فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا [النَّازعَات: 5] ، ويضيف إليه التدبير تارة، كقوله: ﴿يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ [يُونس: 3].

فالملائكة رسل اللَّه في خلقه وأمره، واسم الملك يتضمن أنَّه رسول، لأنَّه مِنْ الألوكة، بمعنى الرسالة، وقال تعالى: ﴿جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ [فَاطِر: 1] ، وقال تعالى: ﴿وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ عُرۡفٗا [المُرسَلات: 1] ، فهم رسل اللَّه في تنفيذ أمره الكوني الذي يدبر به السماء والأرض. وهم رسله في تدبير أمره الديني الذي تنزل به على الرسل مِنْ البشر، قال تعالى: ﴿يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ [النّحل: 2] ، وقال تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ [الحَجّ: 75].


الشرح