×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

- وقسم آمن بها كلها، وهم المؤمنون الذين آمنوا بجميع الرسل وما أنزل إليهم، كما قال تعالى: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ [البَقَرَة: 285].

- وقسم آمن ببعض الكتب وكفر ببعضها، وهم اليهود والنصارى ومَن سار على نهجهم، الذين يقولون: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ [البَقَرَة: 91] ، بل هؤلاء يؤمنون ببعض كتابهم ويكفرون ببعضه، كما قال تعالى فيهم: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ [البَقَرَة: 85].

ولا شك أَنَّ الإيمان ببعض الكتاب - أو ببعض الكتب- والكفر بالبعض الآخر كفر بالجميع، لأنَّه لابد مِنْ الإيمان بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل، لأَنَّ الإيمان لابد أَنْ يكون مؤتلفًا جامعًا لا تفريق فيه ولا تبعيض ولا اختلاف، واللَّه تعالى ذم الذين تفرقوا واختلفوا في الكتاب، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۢ بَعِيدٖ [البَقَرَة: 176].

وسَبَبُ كُفَرَ مَن كَفَرَ بالكتب أو كَفَر ببعضها أو ببعض الكتاب الواحد هو اتِّباع الهوى والظنون الكاذبة، وزعمهم أنَّ لهم العقل والرأي والقياس العقلي، ويسمُّون أنفسهم بالحكماء والفلاسفة، ويسخرون مِنْ الرسل وأتباعهم، ويصفونهم بالسفه، كما قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ [غَافر: 83].


الشرح