×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وباطنه بالتهذيب والرياضة، فإِنَّها تنصقل مرآة باطنه، وتفتح له بصيرة لبِّه، ويتهيَّأ له ما لا يتهيَّأ لغيره.

فللنبوة عند الفلاسفة ثلاث خصائص:

الأولى: القوة العلمية، بحيث ينال العلم بدون تعلم بل بطريق القوة.

الثانية: قوة التخيل بحيث يتخيل في نفسه أشكالاً نورانية تخاطبه ويسمع الخطاب منها.

الثالثة: قوة التأثير في الناس، وهي التي يسمونها التصرف في هيولى العالم.

وهذه الصفات عندهم تحصل بالاكتساب.

ولهذا طَلَبَ النبوة بعضُ المتصوِّفة، فهي عندهم صَنْعة مِنْ الصنائع، وهذا قولٌ باطلٌ، يردُّ عليه قول اللَّه تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ  [الأنعَام: 124] ، وقوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ [الحَجّ: 75] .

فالنبوة اصطفاء مِنْ اللَّه حسب حكمته وعلمه بمَّنْ يصلح لها، وليست اكتسابا مِنْ قِبَلِ العبد.

صحيح أنَّ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- اختصوا بفضائل يمتازون بها عن غيرهم، ولكن ليست على النحو الذي يقوله الفلاسفة الضلاَّل.


الشرح