وكلٌّ مِنْ النبي والرسول يوحى إليه، لكن النبي قد
يُبْعَث في قومٍ مؤمنين بشرائع سابقة، كأنبياء بني إسرائيل، يأمرون بشريعة
التوراة، وقد يوحى إلى أحدهم وحيٌ خاصٌ في قصةٍ معينةٍ، وأمَّا الرسل، فإنهم
يبعثون في قومٍ كفَّارٍ يدعونهم إلى توحيد اللَّه وعبادته، فهم يرسلون إلى مخالفين
فيكذبهم بعضهم. والرسول أفضل مِنْ النبي.
والرسل يتفاضلون، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ
فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ﴾ [البَقَرَة: 253].
وأفضل الرسل أولو العزم، وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وهم المذكورون في قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ
أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ
وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا﴾ [الأحزَاب: 7] ، وفي قوله: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ
مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ
إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ﴾ [الشّورى: 13].
وأفضل أولو العزم: الخليلان إبراهيم ومحمد -
عليهما وعليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام- .
وأفضل الخليلين صلى الله عليه وسلم.
هذا، والنبوَّة تفضُّلٌ واختيارٌ مِنْ اللَّه تعالى، كما
قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ يَصۡطَفِي
مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [الحَجّ: 75].
وليست النبوَّة كسبًا يناله العبد بالجدِّ، والاجتهاد، وتكلّف أنواع العبادات، واقتحام أشق الطاعات، والدأب في تهذيب النفس وتنقية الخاطر وتطهير الأخلاق ورياضة النفس، كما يقول الفلاسفة: إنَّه يجوز اكتساب النبوة، حيث يزعمون أَنَّ مِنْ لازم المشاهدة بعد كمال ظاهره
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد