3- ومنها: أَنَّ ما جاءوا به مِنْ الشرائع والأخبار في غاية
الإحكام والإتقان وكشف الحقائق وهدي الخلق مما يعلم بالضرورة أَنَّ مثله لا يصدر
إلا عَن أعلم الناس وأبرهم.
4- ومنها: أنَّ اللَّه يؤيدهم تأييدًا مستمرًا،
وقد عُلِمَ مِنْ سنته سبحانه أنَّه لا يؤيد الكذاب بمثل ما يؤيد به الصادق، بل
لابد أنْ يفتضح الكذاب، وقد يمهله اللَّه ثم يهلكه.
5- ومنها: أَنَّ طريقتهم واحدةٌ فيما يأمرون به
مِنْ عبادة اللَّه والعمل بطاعته والتصديق باليوم الآخر والإيمان بجميع الكتب
والرسل، فلا يمكن خروج واحد منهم عما اتفقوا عليه، فهم يُصَدِّق متأخرهم متقدمهم،
ويبشر متقدمهم بمتأخرهم، كما بشر المسيح ومِنْ قبله بمحمد صلى الله عليه وسلم ،
وكما صدق محمد صلى الله عليه وسلم جميع النبيين قبله..
6- ومِنْ دلائل النبوة: تأييد اللَّه للأنبياء،
فقد عُلِمَ مِنْ سُنَّة اللَّه وعادته أنَّه لا يؤيد الكذاب بمثل ما يؤيد به
الصادق، بل يفضح الكذاب ولا ينصره، بل لابد أَنْ يهلكه، وإذا نصر ملكًا ظالمًا
مسلطًا، فهو لم يدع النبوة ولم يكذب عليه، بل هو ظالمٌ سلّطه اللَّه على ظالمٍ
مثله، كما قال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأنعَام: 129] ،
بخلاف مَنْ قال: إِنَّ اللَّه أرسله وهو كاذب، فهذا لا يؤيده تأييدًا مستمرًا، لكن
قد يمهله مدةً ثم يهلكه.
والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما هو دون
دعوى النبوة، فكيف بدعوى النبوة؟.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد