ومعلوم أنَّ مدعي الرسالة:
إمَّا أَنْ يكون مِنْ أفضل الخلق وأكمله، وإما أَنْ يكون مِنْ أنقص الخلق، ولهذا
قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بَلَّغَهُم ودعاهم إلى الإسلام
فقال له: «واللَّه، لاَ أَقُول لَكَ
كَلَمةً وًاحدةً: إِنْ كُنْتَ صَادقًا، فَأْنَتَ أَجَلُّ فِي عَيني مِنْ أَنْ أرد
عليك، وإِنْ كُنْتَ كَاذبًا، فَأْنَتَ أحْقَر مِنْ أَنْ أرد عليك». فكيف يشتبه
أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم؟.
وما مِنْ أحد ادعى النبوة مِنْ الكذابين، إلا وقد ظهر
عليه مِنْ الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر به كذبه لمَنْ له
أدنى تمييز، وما مِنْ أحد ادعى النبوة مِنْ الصادقين، إلا وقد ظهر عليه مِنْ العلم
والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر به صدقه لمَنْ له أدنى تمييز، فإِنَّ الرسول
لابد أَنْ يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولابد أَنْ يفعل أمورًا، والكاذب يظهر
مِنْ نفس ما يأمر به ويخبر عنه ويفعله ما يظهر به كذبه مِنْ وجوه كثيرة.
هذا، وربما يسأل سائل عن الفرق بين دلائل النبوة وخوارق
السحرة والكهَّان وعجائب المخترعات التي ظهرت اليوم؟
والجواب: أَنَّ هناك فوارق كثيرة
بين دلائل النبوة وخوارق السحرة والكهَّان والمخترعات الصناعية:
منها: أنَّ أخبار الأنبياء لا يقع
فيها تخلف ولا غلط، بخلاف أخبار الكهنة والمنجِّمين، فالغالب عليها الكذب، وإِنْ
صدقوا أحيانًا في بعض الأشياء بسبب ما يحصل عليه الكهان مِنْ استراق شياطينهم
للسمع.
ومنها: أنَّ السِّحر والكهانة والاختراع أمورٌ معتادة معروفة ينالها الإنسان بكسبه وتعلّمه، فهي لا تخرج عن كونها مقدَّرة للجن والإنس،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد