×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

ويمكن معارضتها بمثلها، بخلاف آيات الأنبياء، فإِنَّها لا يقدر عليها جن ولا إنس، كما قال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا [الإسرَاء: 88] ، فآيات الأنبياء لا يقدر عليها الخلق، بل اللَّه هو الذي يفعلها آيةً وعلامةً على صدقهم، كانشقاق القمر وقلب العصا حية وتسبيح الحصا بصوت يسمع وحنين الجذع وتكثير الماء والطعام القليل... فهذا لا يقدر عليه إلا اللَّه.

ومنها: أَنَّ الأنبياء مؤمنون مسلمون يعبدون اللَّه وحده بما أمر ويصدقون جميع ما جاءت به الأنبياء، وأمَّا السحرة والكهان والمتنبئون الكذبة، فلا يكونون إلا مشركين مكذبين ببعض ما أنزل اللَّه.

ومنها: أَنَّ الفطر والعقول توافق ما جاء به الأنبياء عليهم السلام ، وأمَّا السحرة والكهان والدجالون الكذابون، فإِنَّهم يخالفون الأَدِلَّة السمعية والعقلية والفطرية.

ومنها: أنَّ الأنبياء جاءوا بما يكمل الفطر والعقول، والسحرة والكهان والكذبة يجيئون بما يفسد العقول والفطر.

ومنها: أَنَّ معجزات الأنبياء لا تحصل بأفعالهم هم، وإِنَمَّا يفعلها اللَّه عز وجل آية وعلامة لهم، كانشقاق القمر وقلب العصا حية والإتيان بالقرآن والإخبار بالغيب الذي يختص اللَّه به... فَأْمُر الآيات إلى اللَّه لا إلى اختيار المخلوق، كما قال اللَّه لنبيه عندما طلبوا منه أَنْ يأتي بآيةٍ، قال: ﴿قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ [العَنكبوت: 50] ، وأمَّا خوارق السحرة والكهَّان والمخترعات الصناعية، فإِنَّها تحصل بأفعال الخلق.


الشرح