×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

5- ومِنْ خصائصه صلى الله عليه وسلم المعراج إلى السماوات العلى، إلى سدرة المنتهى، إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام فكان قاب قوسين أو أدنى ([1]).

وأما الخصائص التي اختص بها دون أمته:

فقد قال القرطبي في «تفسيره»: «خَصَّ اللَّه تَعَالَى رسوله مِنْ أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد في باب الفرض والتحريم والتحليل، مُزِيَّةٌ على الأمة، وهبة له، ومرتبة خص بها، ففُرِضَت عليه أشياء ما فُرِضَت على غيره، وحُرِّمت عليه أشياء لم تحرم عليهم، وحللت له أشياء لم تحلل لهم، منها متفقٌ عليه، ومنها مختلفٌ فيه... ثم ذكر هذه الخصائص:

فمنها: التهجد بالليل، يقال: إنَّ قيام اليل كان واجبًا عليه إلى أَنْ مات، لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ ١قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢ [المُزّمل: 1-2] ، والمنصوص أنَّه كان واجبًا عليه، ثم نسخ بقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ [الإسرَاء: 79].

ومنها: أنَّه إذا عمل عملاً، أثبته.

ومنها: تحريم الزكاة عليه وعلى آله.

ومنها: أنَّه أحَلَّ له الوصال في الصيام.

ومنها: أنَّه أحَلَّ له الزيادة على أربع نسوة.

ومنها: أنَّه أحَلَّ له القتال بمكة.

ومنها: أنَّه لا يورث.

ومنها: بقاء زَوجِيَّتِهِ بعد الموت، وإذا طلَّق امرأته، تبقى حرمته عليها فلا تنكح».

إلى غير ذلك مِنْ الخصائص النبوية.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4476)، ومسلم رقم (193).