وهذا القرآن الذي يعرف كل
أحد أنَّه الكتاب الذي جاء به مملوء مِنْ دعوة أهل الكتاب إلى إتباعه وتكفير مَنْ
لم يتبعه منهم ولعنه كما جاء بتكفير مِنْ لم يتبعه مِنْ المشركين وذَمَّهِ:
فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلۡنَا مُصَدِّقٗا لِّمَا
مَعَكُم﴾ [النِّسَاء: 47] الآية.
وفي القرآن مِنْ قوله: ﴿يَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [النِّسَاء: 171] ،﴿يَٰبَنِيٓ
إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ [المَائدة: 72]
ما لا يُحصى إِلاَّ بِكُلفةٍ.
وقال تعالى: ﴿لَمۡ يَكُنِ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ﴾ [البَيّنَة: 1]
الآية، إلى قوله: ﴿خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾ [البَيّنَة: 7] .... ومثل هذا في القرآن كثير
جدا.
وقد قال تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [الأعرَاف:
158].
وقال تعالى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [سَبَإ: 28].
واستفاض عنه صلى الله عليه وسلم قوله: «فُضِّلتُ عَلَى الأَْنْبِيَاءِ بِخَمْس»
ذكر منها أنه: «كَانَ النَّبِي يُبْعَثُ
إِلَى قَوْمِهِ خَاصَةً وبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً» ([1]).
بل تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه بعث إلى الجنِّ
والإنس.
فإذا عُلم بالاضطرار وبالنقل المتواتر الذي تواتر كما تواتر ظهور دعوته أنَّه دعا أهل الكتاب إلى الإيمان به، وأنَّه حَكَم بكفر مَنْ لم يؤمن منهم، وأنَّه أمر بقتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وأنَّه قاتلهم بنفسه وسراياه، وأنَّه ضرب الجزية عليهم وقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وغنم أموالهم، فحاصر بني قينقاع ثم أجلاهم إلى أذرعات،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7517).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد