×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وحاصر بني النضير ثم أجلاهم إلى خيبر، وفي ذلك أنزل اللَّه سورة الحشر، ثم حاصر بني قريظة لما نقضوا العهد وقتل رجالهم وسبى حريمهم وأخذ أموالهم، وقد ذكره اللَّه تعالى في سورة الأحزاب... وقاتل أهل خيبر حتى فتحها، وقتل مَن قتل مِنْ رجالهم، وسبى مَن سبى مِنْ حريمهم، وقسم أرضهم على المؤمنين، وقد ذكره اللَّه تعالى في سورة الفتح، وضرب الجزية على النصارى، وفيهم أنزل اللَّه سورة آل عمران، وغزا النصارى عام تبوك، وفيها أنزل اللَّه سورة براءة، وفي عامة السور المدنية مثل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وغير ذلك مِنْ السور المدنية مِنْ دعوة أهل الكتاب وخطابهم ما لا يتسع المقام لنشره.

ثم خلفاؤه مِنْ بعده أبو بكر وعمر ومَن معهما مِنْ المهاجرين والأنصار الذين يعلم أنَّهم كانوا أَتْبَعَ الناس له وأطوعهم لأمره وأحفظهم بعهده، وقد غزوا الروم كما غزوا فارس، وقاتلوا أهل الكتاب كما قاتلوا المجوس، فقاتلوا مَنْ قاتلهم، وضربوا الجزية على مَنْ أدَّاها منهم عن يدٍ وهم صاغرون.

ومِنْ الأحاديث الصحيحة عنه قوله صلى الله عليه وسلم : «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ، وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([1]).

قال سعيد بن جبير: «تصديق ذلك في كتاب اللَّه تعالى: ﴿وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ  [هُود: 17] »، ومعنى الحديث متواتر عنه معلوم بالاضطرار.

فإذا كان الأمر كذلك، لزم أنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى كل الطوائف...


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).