×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وليس الناس بحاجة إلى بعثة نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم لكمال شريعته ووفائها بحاجة البشرية.

وماذا عسى أَنْ يقتضي بعثة نبي جديد بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟

وإِنْ قيل: إِنَّ الأمة قد فسدت، فالعمل على إصلاحها يحتاج إلى بعثة نبي جديد.

قلنا: هل بعث نبيٌّ في الدنيا لمجرد الإصلاح حتى يُبْعَث في هذا الزمان لمجرد هذا الغرض؟، إِنَّ النبي لا يبعث إلا ليوحى إليه، ولا تكون الحاجة إلى الوحي إلا لتبليغ رسالة جديدة أو إكمال رسالة متقدمة أو لتطهيرها مِنْ شوائب التحريف والتبديل، فلما قضت كل هذه الحاجات إلى الوحي بحفظ القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وإكمال الدين على يده صلى الله عليه وسلم ، لم تبق الحاجة الآن إلى الأنبياء، وإِنَمَّا هي إلى المصلحين. انتهى بتصرف يسير مِنْ الرد على القاديانية.

وقد أعلن اللَّه ختم النبوات والرسالات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا  [الأحزَاب: 40].

ومِنْ البديهي الذي لا يقبل الاعتراض أنَّ استمرار بقاء القرآن الحاوي بشرائعه وأحكامه أُسُسَ مطالب البشر التشريعية كلها محفوظًا كما أنزل على محمد مع استمرار بقاء سيرة الرسول وسُنَّتِهِ المبيِّنة لمعاني القرآن صحيحةً ثابتةً هو بمثابة استمرار وجود الرسول فينا على قيد الحياة، قال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النِّسَاء: 59] ، والرد إلى اللَّه هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول بعد وفاته هو الرد إلى سنته، وبذلك فقد أصبح العالم بغنية عن بعث أنبياء، وإرسال رسل،


الشرح