وقال الحافظ ابن كثير: «فَمَنْ رحمة اللَّه - تعالى-
بالعباد إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم مِنْ تشريفه لهُمْ خَتَمَ
الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له، وقد أخبر اللَّه تبارك وتعالى في
كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السُّنَّة المتواترة عنه: أنَّه لا نبي بعده،
ليعلموا أنَّ كل مَنْ ادعى هذا المقام بعده، فهو كذَّابٌ أفَّاكٌ دجَّالٌ ضالٌ
مضلٌّ، ولو تخرف وشعبذ وأتى بأنواع السحر والطلاسم والَنْيرِنْجِيَّاتِ،
فَكُلَّهَا مُحال وضلال عند أُولي الألباب، كما أجرى اللَّه تعالى على يدِّ الأسود
العنسي باليمن ومُسيلمة الكذاب باليمامة مِنْ الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما
عَلِمَ كل ذي لُبٍ وفَهمٍ وحجى أنَّهما كاذبان ضالان لعنهما اللَّه... وكذلك كل
مُدع لذلك إلى يوم القيامة، حتى يختموا بالمسيح الدجال، فكل واحد مِنْ هؤلاء
الكذابين يخلق اللَّه معه مِنْ الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب مَنْ جاء
بها. وهذا مِنْ تمام لطف اللَّه تعالى بخلقه، فإِنَّهُّم بضرورة الواقع - أي
الكذابون- لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتقاء، أو لما لهم
فيه مِنْ المقاصد إلى غيره، ويكونون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم،
كما قال تعالى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ
عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ [الشُّعَرَاء:
221-222].
وهذا بخلاف حال الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- ، فإِنَّهم في غاية الصدق والرشد والاستقامة والعدل فيما يقولونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيدون به مِنْ الخوارق للعادات والأَدِلَّة الواضحات والبراهين الباهرات، فصلوات اللَّه وسلامه عليهم دائما مستمرا ما دامت الأرض والسماوات». ا. هـ .
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد