ومِنْ حديث أنس مرفوعًا: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ»
([1]) وأشار بالسبابة
والوسطى.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «إِنَّمَا أَجَلُكُمْ فِيْمَنْ مَضَى
قَبْلَكُمْ مِنْ الأُمَمِ مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ إِلى مَغْرِبِ الشَّمْسِ».
وفي لفظ: «إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا
سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنْ الأُْمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ
الشَّمْسِ» ([2]).
ولما كان أمر الساعة شديدًا، كان الاهتمام بشأنَّها أكثر
مِنْ غيرها، ولهذا أكثر النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ بيان أشراطها وأماراتها،
وأخبر عما يأتي بين يديها مِنْ الفتن، وَنَّبَه أمته وحذَّرَهُم ليتأهبوا لذلك.
أما وقت مجيئها، فهو مما انفرد اللَّه تعالى بعلمه
وأخفاه عن العباد لأجل مصلحتهم، ليكونوا على استعداد دائما، كما أخفى سبحانه عن كل
نفس وقت حلول أجلها، لتكون دائما على أُهْبَةِ الاستعداد والانتظار ولا تتكاسل عن
العمل.
قال العلامة السَّفَّاريني: «ثم اعلم أَنَّ أشراط الساعة وأماراتها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم ظهر وانقضى: وهو الأمارات البعيدة.
وقسم ظهر ولم ينقض، بل لا يزال في زيادة حتى إذا بلغ الغاية ظهر.
والقسم الثالث وهي: الأمارات الكبيرة التي تعقُبها الساعة، وأنَّها تتابع كنظام خَرَزات انقطع سِلْكُها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد