فالأولى (أعني التي ظهرت ومضت وانقضت):
منها: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وموته، وفتح بيت المقدس. ومنها: قتل أمير
المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال حذيفة: «أَوَّلُ الِفَتِن قَتْلُ
عُثْمَانَ» ([1])، وذكر الحروب التي وقعت بين المسلمين بعد ذلك، وظهور الفرق الضالة كالخوارج
والرافضة». ثم قال: «ومنها: «خُرُوجُ كَذَّابينِ
دَجَّاَلْينِ كُلُّ مِنْهُمْ يَدَّعِيْ أَنَّهُ نَبِيٌّ» ([2]).
ومنها: زوال مُلْكُ العرب، رواه
الترمذي ([3]).
ومنها: كَثْرة المال، رواه الشيخان
([4]) وغيرهما.
ومنها: كَثْرة الزلازل والخسف
والمسخ والقذف ([5]).
وغير ذلك مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه
مِنْ أمارات الساعة فظهر ومضى وانقضى.
القسم الثاني: الأمارات المتوسطة:
وهي التي ظهرت ولم تنقض، بل تتزايد وتكثر، وهي كثيرة
جدًّا:
منها قوله صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ» ([6]). والضياء المقدسي مِنْ حديث حذيفة رضي الله عنه ، واللُكَع: العبد والأحمق واللئيم، والمعنى: لا تقوم الساعة حتى يكون اللئام والحمقى ونحوهم رؤساء الناس.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (557، 3459).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد