وفي الصحيح مِنْ حديث أبي
هريرة رضي الله عنه ، قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ
يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ
مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى
إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ: «أَيْنَ
أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ؟» قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: «فَإِذَا ضُيِّعَتْ الأَْمَانَةُ،
فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» قَالَ: «كَيْفَ
إِضَاعَتُهَا؟» قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ
الأمر إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ» ([1]).
القسم الثالث مِنْ أمارات الساعة: العلامات
العِظَامِ والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة:
ومنها: خروج المهدي، والمسيح
الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، وخروج يأجوج ومأجوج، وهدم الكعبة،
والدخان، ورفع القرآن، وطلوع الشمس مِنْ مغربها، وخروج الدَّابَّة، وخروج النار
مِنْ قعر عدن، ثم النفخ في الصور نفخة الفزع، ثم نفخة الصعق وهلاك الخلق، ثم نفخة
البعث والنشور.
وعلى كلٍّ، فالأمر عظيم، ونحن في غفلةٍ، وقد ظهر مِنْ
هذه العلامات الشيء الكثير، فنسأل اللَّه عز وجل أنْ يثبِّتنا على دينه، ويتوفانا
على الإسلام، ويقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وهذا مِنْ علامات النبوة ومعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أخبر عن أمور مستقبلة مما أطلعه اللَّه عز وجل على علمه، فوقع كما أخبر، وهذا مما يقوي إيمان العبد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (81).
الصفحة 5 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد