قال العلامة السفاريني: «قد كثرت الأقوال في المهدي، حتى
قيل: لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق: أنَّ المهدي غير عيسى، وأنَّه
يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر
المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُّنَّة حتى عُدَّ مِنْ معتقداتهم». انتهى.
أقول: وقد انقسم الناس في أمر المهدي إلى طرفين
ووسط:
فالطرف الأول: مَن ينكر خروج المهدي مثل
بعض الكُتَّاب المعاصرين الذين ليس لهم خبرة بالنصوص وأقوال أهل العلم وإِنَمَّا
يعتمدون على مجرَّد آرائهم وعقولهم.
والطرف الثاني: مَن يُغالي في أمر المهدي
مِنْ الطوائف الضَّالة، حتى ادَّعت كل طائفة لزعيمهم أنَّه المهدي المنتظر:
فالرافضة تدعي أَنَّ المهدي هو إمامهم المنتظر الذي ينتظرون خروجه مِنْ
السِّرْداب، ويسمونه محمد بن الحسن العسكري، دخل سرداب سامرًا طفلاً صغيرًا منذ
أكثر مِنْ خمس مائة سنة، وهم ينتظرون خروجه، والفاطمية: يزعمون أَنَّ زعيمهم هو
المهدي... وهكذا، كل مَنْ أراد التسلط والتغلب على الناس وخداعهم ادَّعى أنَّه
المهدي المنتظر، كما أنَّ مَنْ أراد الدجل والاحتيال مِنْ الصوفية ادعى أنَّه مِنْ
أهل البيت وأنَّه سَيَّد.
وأما الوسط في أمر المهدي، فهم أهل السُّنَّة والجماعة، الذين يُثْبِتُون خروج المهدي على ما تقضي به النصوص الصحيحة، في اسمه، واسم أبيه، ونسبه، وصفاته، ووقت خروجه، لا يتجاوزون ما جاء في الأحاديث في ذلك، ولخروجه أماراتٌ وعلاماتٌ تسبقه ذكرها أهل العلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد