×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

قال العلامة السفاريني رحمه الله : «قد كثرت الأقوال في المهدي، حتى قيل: لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق أَنَّ المهدي غير عيسى، وأنَّه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُّنَّة حتى عُدَّ مِنْ معتقداتهم».

إلى أَنْ قال: «وقد رُوِيَ عمَّن ذُكِر مِنْ الصحابة وغير مَنْ ذُكِر مِنهم رضي الله عنهم بروايات مُتَعَدِّدة وعن التابعين بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجبٌ، كما هو مقرر عند أهل العلم ومدوَّن في عقائد أهل السُّنَّة والجماعة».

ثم قال السفاريني في بيان سيرته: «قال أهل العلم: يعمل بِسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يُوقظ نائمًا، ويقاتل على السُّنَّة، لا يترك سنة إلا أقامها، ولا بِدْعَةً إلا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم ، يكسِّر الصليب ويقْتُل الخنزير ويردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا.

وقال في وصفه أيضًا: ثم يخرج رجل مِنْ أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مهدي حسن السيرة، يغزو مدينة قيصر، وهو آخر أمير مِنْ أمة محمد، يخرج في زمانه الدجال، وينزل عيسى ابن مريم».

قال: «ونقل العلامة الشيخ مرعي في كتابه «فوائد الفكر» عن أبي الحسن محمد بن الحسين: أنَّه قال: قد تواترت الأحاديث واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي، أنَّه مِنْ أهل بيته صلى الله عليه وسلم ، وأنَّه يملك سَبْعَ سنين، وأنَّه يملأ الأرض عدلا، وأنَّه يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين، وأنَّه يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه، يعني: صلاة واحدة، وهي الفجر». انتهى.


الشرح