أما الكتاب، ففي قوله
تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا
فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ ٩٦وَٱقۡتَرَبَ
ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا
قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ ٩٧﴾ [الأنبيَاء: 96-97] ، وقال تعالى في قصة ذي
القرنين: ﴿ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا
٩٢حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ
يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا ٩٣﴾ [الكهف: 92-93].
وهذا سدٌ مِنْ حديد بين جبلين بناه ذو القرنين فصار
ردمًا واحدًا يحجز هؤلاء القوم المفسدين في الأرض عن أذية الناس والإفساد في
الأرض، فإذا جاء الوقت الذي قدر انهدام السد فيه، جعله اللَّه مساويا للأرض، وعدا
لا بد منه، فإذا انهدم، يخرجون على الناس ويموجون وينسلون - أي: يسرعون المشي-
مِنْ كل حدب، ثم يكون النفخ في الصور قريبًا مِنْ ذلك.
وأما الدليل مِنْ السُّنَّة: ففي صحيح مسلم ([1]) مِنْ حديث النَّوَّاسَ بن سَمْعَانَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنَّه قال: «إِنَّ اللَّه تَعَالَى يُوحِيْ إِلَى عِيْسَى ابن مَرْيَمَ عليه السلام بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّال، أَني قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِيْ لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ فِي قِتَالهِم، فَحرَّزْ عِبَادِيْ إِلى الطُّورِ، وَيَبَعْثُ اللَّه يَأْجُوجَ وَمَأجْوجَ، وَهُمَ مِنْ كُلُّ حَدَبٍ يَنْسِلُونُ، فَيَمُرُّ أَوُّلُهمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّة فَيَشْرَبُونَ مَا فَيْهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذَا مَاءً، وَيَحصُرُون عِيْسَى وَأَصْحَابهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِم خَيْرًا مِنْ مَائَة دِيْنَارٍ...». الحديث.
([1]) أخرجه: مسلم (156).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد