«إِنَّ أَوَّلَ الآْيَاتِ خُرُوجًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ
مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا
كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالأُْخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قريبًا» ([1]).
قال ابن كثير: «أَيْ: أَوَّلُ الآيات التي ليست
مَأْلُوفةً، وَإِنْ كَانَ الدجال ونُزول عيسى عليه الصلاة والسلام مِنْ السماء قبل
ذلك، وكذلك خُروج يأجوج ومأجوج، فكل ذلك أُمُور مألوفة، لأنَّهم بشر، مشاهدتهم
وأمثالهم مألوفة، فأمَّا خروج الدابة على شكل غير مألوف ومخاطبتها النَّاس
وَوَسْمُهَا إِيَّاهُم بالإيمان والكُفر، فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أَوُّل
الآيات الأرضية، كما أنَّ طلوع الشمس مِنْ مغربها على خلاف عاداتها المألوفة أول
الآيات السماوية». انتهى.
وعمل هذه الدابة كما جاءت به الأحاديث أنَّها تَسِمُ
الناس المؤمن والكافر: فأما المؤمن، فيرُىَ وجهه كأنَّه كوكب دري، ويُكتب بين
عينيه: مؤمن. وأما الكافر، فتُنكتُ بين عينيه نكتةٌ سوداء، ويُكتب بين عينيه:
كافر. وفي رواية: «فتَلْقَى المُؤْمن
فتَسِمُهُ فِي وَجهه نُكْتَةً فَيَبْيَضُّ لها وَجْهُهُ، وتَسِمُ الكَافر نَكْتةً
سُوْدَاء يَسْوَدُّ لهَا وَجْهُهُ، وَيَشْتَرِكُ النَّاس فيِ الأموال، وَيصطحُبون
فِي الأمْصَار، يُعْرف المُؤْمن الكَافر وبالعكس، حَتَّى إنَّ المؤمن يقول للكافر:
يَا كافر، اقضني حقي» ([2]).
وأما صفتها، فقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في «تفسيره»: «وهذه الدابة المشهورة التي تخرج في آخر الزمان وتكون مِنْ أشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الأحاديث، ولم يذكر اللَّه ولا رسوله كيفية هذه الدابة،
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد