وقال السفاريني رحمه الله : «قال العلماء - رحمهم اللَّه تعالى- : طُلوع الشمس مِنْ مغربها ثابت بالسُّنَّة الصحيحة والأخبار الصريحة، بل وبالكتاب المنزل على النبي المرسل. قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ﴾ [الأنعَام: 158] الآية، أجمع المفسرون - أو جمهورهم- على أَنََّّها طلوع الشمس مِنْ مغربها، وحاصل ذلك والمقصود مِنْ الآية الكريمة: أَنَّ مِنْ لم يكن إيمانه متحققًا إذا طلعت الشمس مِنْ مغربها، لم ينفعه تجديد الإيمان، ولم ينفعه فعل بِرٍ مِنْ جميع الأعمال، لأنَّه فقد الإيمان الذي هو الأساس لما عداه مِنْ تلك الأعمال، فلا ينفعه إيمانه الحادث حينئذ، ولا ما صدر منه قبل ذلك مِنْ الإحسان وعمل البر مِنْ صلة الأرحام وإعتاق الرقاب وقرى الأضياف وغير ذلك مما هو مكارم الأخلاق، لأنَّها على غير أساس، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ﴾ [إبراهيم: 18] ، والإيمان الحادث في ذلك الوقت ليس مقبولاً. وقد أخرج الشيخان وغيرهما مِنْ حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4635).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد