وقال البغوي رحمه الله تعالى : «﴿يَوۡمَ
يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ
ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ﴾ [الأنعَام:
158] ، أي: لا ينفعهم الإيمان عند ظهور الآية التي تضطرهم إلى الإيمان. ﴿أَوۡ
كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ﴾ [الأنعَام: 158] ، يريد: لا يقبل إيمان كافر
ولا توبة فاسق». انتهى.
قال القرطبي رحمه الله : «قال العلماء: وإِنَمَّا لا
ينفع نفسًا إيمانها عند طلوعها مِنْ مغربها، لأنَّهُ خلص إلى قلوبهم مِنْ الفزع ما
تخمد معه كل شهوة مِنْ شهوات النفس وتفتر كل قوة مِنْ قوى البدن، فيصير الناس كلهم
- لإيقانهم بدنو القيامة- في حال مِنْ حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع
المعاصي عنهم وبطلانها في أبدانهم، فمَن تاب في مثل هذه الحال، لم تقبل توبته، كما
لا تقبل توبة مِنْ حضره الموت، قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ
يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِر» ([1])، أي: تبلغ روحه رأس
حلقه، وذلك وقت المعاينة الذي يُرى فيه مقعده مِنْ الجنة أو مقعده مِنْ النار،
فالمشاهد لطلوع الشمس مِنْ مغربها مثله». ا. هـ.
وعلى كل، فهذا حدث عظيم وهول مفزع يؤذن بتغيير نظام
الكون وقرب قيام الساعة، وفيه دليل على عظيم قدرة اللَّه عز وجل ، وأَنَّ هذه
الشمس مدبرة مخلوقة يعتريها الخلل بإذن اللَّه تعالى.
هذا، ونسأل اللَّه عز وجل أنْ يرزقنا الإيمان الصادق واليقين النافع الذي يدفع إلى العمل الصالح والاستعداد بالزاد النافع ليوم المعاد قبل فوات الفرصة ونهاية الأجل، واللَّه المستعان، والحمد للَّه رب العالمين.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160).
الصفحة 4 / 367
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد