قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : «والقرآن قد أخبر بثلاث نفخات:
نفخة الفزع ذكرها في سورة النمل في قوله: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ
فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [النَّمل: 87]
ونفخة الصَّعْق والقيام ذكرهما في سورة الزُّمر في قوله
تعالى: ﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن
شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزُّمَر: 68] وأمَّا الاستثناء، فهو متناول
لمَن في الجنة مِنْ الحور العين، فإِنَّ الجنة ليس فيها موت، ومتناول لغيرهم، ولا
يمكن الجزم بكل مِنْ استثناه اللَّه، فإِنَّ اللَّه أطلق في كتابه، وقد ثبت في
الصحيح أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ،
فأجد مُوسَى آخذا بساق الْعَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي هل أَفَاقَ قَبْلِي أمْ كَانَ
مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ؟» ([1]).
وهذه الصعقة قيل: إنَّهَا رابعة، وقيل:
إنَّهَا مِنْ المذكورات في القرآن» انتهى.
وقال السفاريني رحمه الله : «واعلم أنَّ النفخ في
الصور ثلاث نفخات:
نفخة الفزع: وهي التي يتغير بها هذا العالم ويفسد نظامه، وهي المشار إليها في قوله
تعالى: ﴿وَمَا يَنظُرُ
هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ﴾ [ص: 15] ، أي: مِنْ رجوع ومرد.
وقوله: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [النَّمل: 87] : فسر الزمخشري في «كشافه» المستثنى في هذه الآية بمَن ثبت اللَّه قلبه مِنْ الملائكة، وهم: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت. وقيل غير ذلك. وإِنَمَّا يحصل الفزع بشدة ما يقع مِنْ هول تلك النفخة».
([1]) أخرجه: البخاري في رقم (2411)، ومسلم رقم (2373).