×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

إلى أَنْ قال: «النفخة الثانية: نفخة الصعق، وفيها هلاك كل شيء، قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ [الزُّمَر: 68] ، وقد فسر الصعق بالموت».

إلى أن قال: والصور قرن مِنْ نور، يجعل فيه أرواح الخلائق، وقال مجاهد: كالبوق.

وأخرج الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا الصُّورُ؟ قَالَ:«قَرْنٌ يُنْفَخُ» ([1]). قال الترمذي: حديث حسن».

ثم قال: «النفخة الثالثة: نفخة البعث والنشور، وقد جاء في الكتاب العزيز آيات تدل عليها وأخبار تشير إليها، كقوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ  [يس: 51] ، وقوله: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ  [الزُّمَر: 68] ، وقوله تعالى:  ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ ٨فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ عَسِيرٌ ٩عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ ١٠[المدَّثِّر: 8-10] ، وقوله تعالى:  ﴿وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ ٤١يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُرُوجِ ٤٢[ق: 41-42]  الآية، قال المفسرون: المنادي هو إسرافيل عليه السلام ، ينفخ في الصور وينادي: أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة، إِنَّ اللَّه يأمركن أَنْ تجتمعن لفصل القضاء. وقيل: ينفخ إسرافيل وينادي جبريل.

والمكان القريب: صخرة بيت المقدس. قال جماعة مِنْ المفسرين: وبين النفختين أربعون عاما. قال بعض العلماء: اتفقت الروايات على ذلك».


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2430).