×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وفي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعًا: قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالُوا :يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ عاما؟ قَالَ أَبَيْتُ... ([1]) الحديث.

وقول أبي هريرة رضي الله عنه : «أَبَيْتُ»: فيه ثلاث تأويلات: أولها: امتنعت مِنْ بيان ذلك لكم. وقيل: أبيت أسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وقيل: نسيت. وقيل: إِنَّ سر ذلك لا يعلمه إلا اللَّه لأنَّه مِنْ أسرار الربوبية.

وفي حديث أبي هريرة الطويل الذي رواه ابن جرير والطبراني وأبو يعلى في «مسنده»، والبيهقي في «البعث»، وأبي موسى المديني وغيرهم، قال: حدثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «أَنَّ اللَّه لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، خَلَقَ الصُّوَر، فَأَعْطَاهُ إِسْرافِيْلُ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيْهِ، شَاخِصًا بِبَصَرِه إِلَى العَرْشِ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، ومَا الصُّور؟ قَالَ: «القَرْن»، قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ هُوَ؟ قَالَ: «عَظِيْمٌ، إِنَّ عِظَمَ دَارَةٍ فِيْهِ كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَيَنْفُخُ فَيْهَ ثلاََث َنفْخَاتٍ الأُوْلَى نَفْخَةُ الفَزعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالثِةُ نَفْخَةُ القِيَامِ لِرَبَّ العَاَلمِيْنَ، فَيَأْمُرُ اللَّه إِسْرَافِيْلَ بِالَّنْفَخةِ الأُوْلَى، فَيَقُولُ: انْفُخْ الفَزَعَ، فَيَنْفُخُ، فَيَفْزعُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا مَن شَاءَ اللَّه، فَيَأْمُرُه فَيَمُدَّهَا وَيُطِيْلُهَا وَلاَ يَفْتُرُ، وَهَي الَّتْي يَقُولُ اللَّه تَعَالَى: ﴿وَمَا يَنظُرُ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ [ص: 15] فَيُسَيِّرُ اللَّه الِجَباَل، فَتَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَتَكُونُ سَرَابَا، وَتَرْتَجُّ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا، فَتَكُونَ كَالسَفِيْنةِ المُوَقَّرةِ فِي البَحْرِ تَضْرِبُها الأَمْوَاجُ، وَكَالقِنْدِيْلِ المُعَلَّق بِالَعْرِش تُرَجِّحُهُ الأَرْواحُ،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2955).