×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وَهِيَ الَّتْي يَقُولُ اللَّه: ﴿يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ ٦تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ ٧ [النَّازعَات: 6-7] فَتَمِيْلُ الأَرْضُ بِالنَّاسِ عَلى ظَهْرِهَا، فَتَذْهَلُ المَرَاضِعُ، وَتَضَعُ الحَوَامِلُ، وَتَشِيْبُ الوِلْدَانُ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِيْنُ هَارَبة مِنْ الَفَزعَ حتَّى تَأِتي الأَقْطَارُ، فَتَتَلَقَّاهَا المَلاَئِكَةُ فَتَضربُ وجُوهَهَا فَتَرْجِعُ، وَيُوُلِّيْ النَّاسُ مُدْبِرِيْنَ يُنادِيْ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَهُوَ الَّذِيْ يَقُولُ اللَّه تَعَاَلى: ﴿يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ ٣٢يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ [غَافر: 32-33] فَبْيَنَماَ هُمْ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ تَصَدَّعَتْ الأَرْضُ، فَانْصَدَعَتْ مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ، فَرأَوْا أَمْرًا عَظِيْمًا، ثُمَّ نَظَرُوا إِلى السَّماءِ، فِإذَا هِيَ كَالمُهْلِ، ثُمَّ انْشَقَّتْ فَاْنَتَثَرتْ نُجُومُهَا وانْخَسَفَتْ شَمُسهَا وَقَمرُهَا» قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «الأَمْواتُ يَوْمَئِذِ لا يَعْلَمُونَ بِشَيءٍ مِنْ ذَلِكَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، مِنْ اسْتَثْنَى اللَّه تَعَالَى في قَوْلِهِ ﴿إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ [النَّمل: 87] ، قَالَ: «أُوَلِئْكَ الشُّهَدَاءُ وَإِنَّما يَتَّصلُ الفَزَعُ إلى الأَحْيَاءِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ عَنْدَ رَبَّهِمْ يُرْزَقُونَ، وَقَاهُمُ اللَّه فَزَعَ ذَلِكَ الَيْومُ وَأَمَّنَهُم مِنْهَ، وَهُوَ عَذَابً يَبْعَثُهُ اللَّه عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ، يَقُولُ اللَّه ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢ [الحَجّ: 1-2] ، فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّه...» الحديث ([1]).

هذا، ونسأل اللَّه عز وجل أنْ يَهْدِيَنَا الصراط المستقيم، ويجعلنا مِنْ الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في البعث والنشور رقم (609).