×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقوله: ﴿فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَاۖ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖۚ  [الإسرَاء: 51] ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ [الرُّوم: 27] ، وتارة يستدل على ذلك بخلق السماوات والأرض، فإِنَّ خلقهما أعظم مِنْ إعادة الإنسان، كما في قوله: ﴿أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰۚ [الأحقاف: 33] .

وتارة يستدل عليه بتنزيه اللَّه عن العبث، كما قال تعالى:  ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ[المؤمنون: 115] ، ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى... [القِيَامَة: 36] إلى قوله سبحانه: ﴿أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ [القِيَامَة: 40] .

فالناس في هذه الدُّنْيَا منهم المحسن ومنهم المسيء، وقد يموتون ولا ينال أحدهم جزاء عمله، فلا بد مِنْ دار أُخْرَى يقام فيها العدل بين الناس وينال كل منهم جزاء عمله.

والإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، كما يدل على ذلك القرآن في كثير مِنْ الآيات:

حيث يُذْكَرُ الإيمان به تارة مع الإيمان بالأركان السِتَّةِ الَّتِيْ هي: الإيمان باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما في حديث عمر رضي الله عنه في سؤالات جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم .

وتارة يُذْكَرُ الإيمان به مع الإيمان باللَّه، كما قال تعالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ  [التّوبَة: 29] ، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ [البَقَرَة: 264] .


الشرح