وقد سَمَّى اللَّهُ هذا
اليوم بعدة أسماء، تنويهًا بشأنه وتنبيهًا للعباد ليخافوا منه:
فسماه: اليوم الآخر، لأنَّه بعد الدُّنْيَا وليس بعده
يوم غيره.
وسماه: يوم القيامة، لقيام الناس فيه لربهم. وسماه
الواقعة والحاقة والقارعة والراجفة والصاخة والآزفة والفزع الأكبر ويوم الحساب
ويوم الدين والوعد الحق... وكلُّها أسماءٌ تدل على عظم شأنه وشدة هوله وما يلقاه
النَّاس فيه مِنْ الشدائد والأهوال، فهو يوم تشخص فيه الأبصار، وتطير القلوب عن
أماكنها حتى تبلغ الحناجر.
﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ
مِنۡ أَخِيهِ ٣٤وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ
مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧﴾[عَبَسَ: 34-37].
﴿يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ
كَٱلۡمُهۡلِ ٨وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٩وَلَا يَسَۡٔلُ حَمِيمٌ حَمِيمٗا
١٠يُبَصَّرُونَهُمۡۚ يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۢ
بِبَنِيهِ ١١وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُٔۡوِيهِ ١٣﴾ [المعَارج: 8-13].
والإيمان بهذا اليوم يَحْمِلُ الإنسان على العمل
والاستعداد له:
كما قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ
لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾[الكهف: 110].
وقال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ
وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ٱلَّذِينَ
يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾[البَقَرَة: 45-46].
وقال تعالى: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ
وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا ٧وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ
عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا
نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا ٩﴾[الإنسَان: 7-9].