وقد ذَكَّرَ اللَّه العباد
بالموت، ليستعدُّوا له بالأعمال الصالحة والتوبة مِنْ الأعمال السيئة، لأنَّه إذا
جاء، ختم عمل الإنسان، وهو لا يقبل التأخير.
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ
وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩وَأَنفِقُواْ مِن مَّا
رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ
أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ
١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا
تَعۡمَلُونَ ١١﴾[المنَافِقون: 9-11].
وقال تعالى: ﴿كُلُّ
نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [آل عِمرَان:
185].
والموت هو القيامة الصغرى، وقيام الساعة هو القيامة
الكبرى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «وَهُوَ سبحانه
وتعالى فِي السُّوْرَة الوَاحِدَة يَذْكُرُ القِيَامَة الكُبْرَى والصُّغْرَى،
كمَا في سُوَرة الوَاقَعِة، فَإنَّهُ ذَكَرَ في أَوَّلهَا القِيَامَة الكُبْرى،
وأنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ أزْوَاجًا ثلاثة، كما قال تعالى: ﴿إِذَا
وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ ١لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ ٢خَافِضَةٞ رَّافِعَةٌ ٣
إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجّٗا ٤وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا ٥فَكَانَتۡ هَبَآءٗ
مُّنۢبَثّٗا ٦ وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ ٧﴾[الواقِعَة: 1-7] ،
ثُمَّ إنَّه في آخِرهَا ذَكَرَ القِيَامَة الصُّغْرَى بِالمَوْتِ، وأنَّهُمْ
يَكُونُون ثلاثة أصْنَافٍ بَعْدَ المَوْتِ، فَقَالَ: ﴿فَلَوۡلَآ
إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ ٨٣وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ ٨٤ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ
إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ٨٥ فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ
٨٦ تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٨٧فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ
٨٨﴾»[الواقِعَة: 83-88].
وعند الموت تُقْبَضُ روح الإنسان مِنْ جَسَده بأمر اللَّه تعالى.
الصفحة 7 / 367