فأهل السُّنَّة والجماعة يتفقون على أَنََّّ النَّفْس
تُنَعَّم وتُعَذَّبُ منفردةً عن البدن تُنَّعُم وتُعَذَّبُ متَّصلةً بالبدن والبدن
متصلٌ بها، فيكون النَّعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين، كما يكون ذلك على
الروح منفردةً عن البدن، وهل يكون النعيم والعذاب على البدن بدون الروح؟ هذا فيه
قولان مشهوران لأهل الحديث والسُّنَّة وأهل الكلام.
· أدلة عذاب القَبْر ونعيمه مِنْ القرآن الكريم:
1- قال اللَّه تعالى: ﴿وَلَوۡ
تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ
بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ
ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [الأنعَام: 93] ، وهذا خطابٌ لهم عند الموْت، وقد أخبرت
الملائكة وهم الصادقون أنَّهم حينئذ يُجْزَون عذاب الهون، ولو تأخر عنهم ذلك إلى
انقضاء الدُّنْيَا، لما صح أنْ يقال لهم:﴿ٱلۡيَوۡمَ
تُجۡزَوۡنَ﴾ ، فدلَّ على أَنَّ المراد به عذاب القَبْر.
2- وقال اللَّه تعالى: ﴿فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ ٤٥يَوۡمَ لَا يُغۡنِي عَنۡهُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ ٤٦وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٤٧﴾[الطُّور: 45-47] ، وهذا يُحْتَمل عذابهم بالقتل وغيره في الدُّنْيَا، وأَنْ يُراد به عذابهم في البرزخ، وهو أظهر، لأَنَّ كثيرًا منهم مات ولم يعذَّب في الدُّنْيَا، وقد يقال - وهو أظهر- : إنَّ مَنْ مات منهم، عُذِّب في البرزخ، ومَنْ بقي منهم، عُذِّب في الدُّنْيَا بالقتل وغيره، فهو وعيدٌ بعذابهم في الدُّنْيَا وفي البرزخ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد