3- وقال تعالى: ﴿فَوَقَىٰهُ
ٱللَّهُ سَئَِّاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بَِٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ
٤٥ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ
أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ ٤٦﴾[غَافر: 45-46].
فَذَكَر عَذَاَبَ الدَّاريْنِ ذِكْرًا صَرِيْحًا لا يَحْتَمِلُ غَيْرَهُ، فَدَلَّ
على ثبوت عذاب القَبْر.
4- وقال تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ
٨٣وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ ٨٤وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا
تُبۡصِرُونَ ٨٥فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ ٨٦ تَرۡجِعُونَهَآ إِن
كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٨٧فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ ٨٨﴾[الواقِعَة: 83-88] ،
فذكر هاهنا أحكام الأرواح عند الموت، وذكر في أول السورة أحكامها يوم المعاد
الأكبر، وقدم ذلك على هذا تقديم الغاية للعناية، إذ هي أهم وأولى بالذكر، وجعلهم
عند الموت ثلاثة أقسام، كما جعلهم في الآخرة ثلاثة أقسام.
· أدلة عذاب القَبْر مِنْ السُّنَّة النبوية:
إذا تأمَّلْتَ أحاديث عذاب القَبْر ونعيمه، وجدتها
تفصيلاً وتفسيرًا لما دَلَّ عليه القرآن.
وأحاديث عذاب القَبْر كثيرة متواترة عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، ومنها:
1- ما في «الصحيحين» عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:أنَّ مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآْخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، ثُمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (218)، ومسلم رقم (292).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد